المغرب لا تزال واحدة من أفضل وجهات القارة السمراء بما تحمله من مزيج سياحي عالمي خاص

بقلم أيمن الشعشاعي

  ●   ٦ سبتمبر ٢۰١٨

أفريقيا

المغرب واحدة من الأبواب المحدودة التي تسمح لك بالعبور إلى جواهر قارة أفريقيا السياحية، من مشاهدها ومعالمها وشعوبها وتقاليدها الخاصة.

وليس من فراغ، فهي تقدم قائمة طويلة ومتنوعة من الوجهات والمشاهد السياحية، والأنشطة الخاصة التي يمكنك تذوقها والتلذذ بها داخل القارة السمراء، وتذيع الآلاف من الأصوات السياحية حول العالم، لا شك أن هذا ما يجعلها واحدة من أفضل الوجهات للزيارة حول العالم.

هذا التنوع المذهل، بداية من السلاسل الجبلية الوعرة، والمدن القديمة، والصحاري الواسعة، ووجهات التسوق المثيرة، والشواطئ الخلابة، وبقاع الإقامة الفاخرة، والبيئة المائية الملائمة للمغامرين، يجعل من هذه البقعة موطن خلاب مثالي لرحلتك القادمة من شهر سبتمبر حتى شهر نوفمبر من كل عام.

كيف هذا؟ لنستوضح الأمور سويًا:

  • ستجد المدن القديمة

     

    يعتبر كثير من المسافرين أن مدن المغرب هي أكثر المدن إثارة في القارة الأفريقية انطلاقًا من متاهة مدينة فاس المتعرجة إلى ساحة ومعارض شارع جامع الفنا في مراكش، مرورًا بالصحاري الصخرية، التي تحمي مدينة قصبة تادلة مرورًا بالتصميم العمراني الجديد في الدار البيضاء والرباط وطنجة الذي يربط بين جذور الماضي وتطلعات المستقبل.

  • ستقوم بالأنشطة المغربية

    إن الاستمتاع بالمغرب لا يبدأ بشيء أكثر جمالًا من الهواية الشعبية المتداولة، وهي مشاهدة الناس في المقاهي يشربون قهوتهم أو الشاي بالنعناع.

    ثم قم بالتنزه إلى مجموعة من أعالي القمم في شمال أفريقيا، وتذوق الكسكس المغربي، ورحلات الإبل في الصحراء، والتسوق بين المراكز والمناطق التجارية في المدينة.

    ولا تفوت كذلك تجربة النوم في فنادق ” boutique riads”، أو الاسترخاء في مواجهة المشاهد البانورامية والساحات الضخمة.

    أي أنه لن يكون من الممكن اختيار شمال أفريقيا كوجهة سفر دون زيارة واحدة على الأقل من المدن الإمبراطورية الأربع في المغرب، وعلى وجه الخصوص، مراكش، وفاس، ومكناس بأسواقها الملونة وقصورها المذهلة، وساحات المدينة الصاخبة.

    وقم بتجربة رحلة على ظهر الجمال عبر الصحراء، أو تسلق أعلى قمة في شمال أفريقيا، أو توجه إلى وادي دادس لبضع ليالٍ

  • ستتأمل الطبيعة المغربية

     

    ونحن نتحدث هنا عن الكثبان والواحات الصحراوية الكبرى وقمم الأطلس الكبير، فقد كان من الممكن أن تكون المغرب مخصصة للمغامرين فقط! ولكنها في حقيقة الأمر تحتضن ما يمنع ذلك، وما يوفر مساحات لكل أنواع المسافرين.
    كل هذه اللحظات ستوفر لك سماء الليل المتلألئة في الهواء الطلق، والقمم الشاهقة ذات المنحدرات الهابطة، والخطوط الساحلية الوعرة، بل ومجموعة من الشلالات والكهوف في تلال الغابات المحاطة بالصحراء الممتدة.

    كما تشتهر المغرب بجمالها الطبيعي، من الشواطئ الذهبية للمدن الساحلية مثل الصويرة وأصيلة، إلى المناظر الطبيعية القاحلة في الصحراء الكبرى.

  • ستعايش العادات والتقاليد

     

    المغرب مزيج من الأطياف، نُسجت روابطه على مر القرون من أصول أفريقية وأوروبية وشرق أوسطية، مكونةً قطعة قماش كاملة.

    فسكانها العرب والبربر المختلطين يشكلون هوية وطنية قوية، لكنها شخصية شابة بشكل متزايد، تأخذ أفضل تقاليدها ونسج النمط الشعبي من ريفها إلى مدينتها، أي من الدعوة إلى الصلاة إلى صخب الحياة المدنية والمهرجانات العالمية.

 

ولكن، بشكل أكثر تحديدًا، تمتلك المغرب مجموعة شهيرة من أفضل الوجهات العربية والأفريقية والعالمية وخاصة:  

١ 

مراكش

تقع في سفح جبال أطلس، يطلق عليها البعض “المدينة الحمراء” والبعض الآخر “عاصمة النخيل”، وهي واحدة من أشهر الوجهات السياحية للفنانين والنجوم والرياضيين من حول العالم لقضاء عطلاتهم أو عطلات الجواز الخاصة بهم.

وستجد أن نصف المدينة تتلاقى طوال اليوم وحتى المساء للتفاعل مع الباعة المتجولين والموسيقيين التقليديين وسحرة الثعابين والألعاب البهلوانية العشوائية.

وتلك المدينة المليئة بالتاريخ لديها الكثير لتقدمه، انطلاقًا من ساحة جامع الفنا المركزية ومقابر السعديين وقصر البادي والأسواق الصاخبة أو البازارات.

ولتذوق مشاعر أكثر أصالة، يمكنك الإقامة داخل أسوار المدينة في أحد رياض المدينة التقليدية، فهي تجربة مليئة بالحياة المحلية المصاحبة للضجيج ولا ينبغي تفويتها في مساراتك السياحية المغربية.

٢ 

قصر الباهية

قبل أن تترك مراكش، قم بزيارة قصر الباهية، فهو يعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر، ويحتوي على العديد من الغرف ذات التصاميم الفنية الراقية، فضلاً عن الحدائق وساحات الفناء، وبما أنها في مراكش فلن تجدها مفاجأة أن ترصد تفاصيل زخرفية رائعة على الجدران والأسقف والأرضيات والأبواب في جميع أنحاء هذا القصر.

٣ 

شفشاون

أما هذه الساحرة النفيسة، فتقع في جبال الريف، وهي بلدة صغيرة تمتد في لوحة فنية طبيعية كبيرة، إنها شهيرة لدى المسافرين حول العالم، خاصة أولئك الذين يرغبون في رؤية المنازل الشهيرة باللونين الأزرق والأبيض في المدينة، وتشتمل الأنشطة المميزة هناك على رياضة السير لمسافات طويلة والسباحة البرية في المناطق الريفية المحيطة والاستمتاع بمشروب وسط الهندسة المعمارية في ساحة الحمام هناك.

٤

الصويرة

الصويرة الهادئة هي وجهة رائع للابتعاد عن حرارة الشمس وضجيج المدن الكبرى، ففي ستينات وسبعينيات القرن الماضي، كانت المدينة مكانًا ساحليًا شهيرًا لعطلات الأساطير مثل بوب مارلي، وجيمي هندريكس، حيث يمكنك تفقد قوارب الصيد الملونة التي تطفو على الماء، أو حتى ركوب الأمواج والقيام ببعض الرياضات المائية الأخرى.

وبخلاف الشاطئ، يمكنك التجول في شوارع المدينة الضيقة المليئة بالمنازل المطلية باللونين الأحمر والأزرق، ورصد معمار الأسوار، وجدران القلعة القديمة الفخمة والممرات المتعرجة، والاستماع إلى موسيقى الكناوة التقليدية.

 

٥ 

قصبة الوداية (الأوداية –لوداية)

وتقع في الرباط العاصمة، بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي، مما يجعلها إطلالة فريدة على المحيط، وتتميز هذه المدينة بكون جميع منازلها تجمع بين اللونين الأزرق والأبيض.

ويقع بالقرب من المدينة مسجد القصبة، وهو أقدم مسجد في العاصمة، وقد تم بناء المسجد في منتصف القرن الحادي عشر وتم بناء البوابة الجميلة التي تقودك إلى القصبة في القرن الثاني عشر.

وتتميز هذه المدينة بشواطئها الممتدة على خطها الساحلي بمناظرها الخلابة، حيث يمكنك الجلوس ومشاهدة أمواج المحيط المصطدمة بالمدينة، ويرافق هذا الخط الساحلي مجموعة من الحدائق الأندلسية بزهورها الزاهية العطرة وهو ما سيوفر لك لحظات تأملية زكية للغاية.

٦ 

فاس

كانت مدينة فاس في العصور الوسطى عاصمة المغرب لأكثر من 400 عام، وما زالت مركزًا دينيًا وثقافيًا مهمًا لليوم، فالجزء القديم المسوّر من المدينة، والمعروف باسم فاس البالي، مليء بالهندسة المعمارية المتقنة التي ستوفر لك مجموعة واسعة من المشاهد والاستكشافات في عمق المدينة سيرا على الأقدام، وتشمل كذلك المعالم البارزة الأخرى كـ “المقابر المرينية”، و”قصر السلطان” في دار المخزن، و”الملاح -الحي اليهودي-“.

٧

مرزوقة

وهي مدينة صحراوية صغيرة، حيث مشاهد الكثبان الرملية الصحراوية، وهي تعد البوابة إلى البرية في الصحراء الداخلية، والمكان المثالي للتلذذ بمذاق الحياة البدوية، وتعتبر “رحلات الجِمال” هي الطريقة الأسهل والأكثر أصالة لاستكشاف المناظر الطبيعية المحيطة بها، حيث تخلق الكثبان الحادة كالسكين والسماء الزرقاء الحارقة الخلفية الصحراوية الكلاسيكية لهذا المكان

٨ 

جبل توبقال

هذا الجبل يقع ضمن مجموعة جبال الأطلس الكبير، ويعد أعلى قمة في شمال أفريقيا، بل ووجهة ثلجية لعشاق المغامرات، ولكن احذر، فالرحلة إلى القمة المليئة بالثلوج ليست بالأمر السهل، ولكن المناظر الأخاذة تجعل الجهد يستحق العناء.

ويمكنك الوصول إلى القمة ثم العودة إلى مدينة إمليل في يوم واحد، ولكن من الأفضل تمديد رحلتك إلى ثلاثة أيام على الأقل، فبهذه الطريقة، سيكون لديك ما يكفي من الوقت للتأقلم مع آثار الارتفاع الشاهق.

 

٩ 

مكناس

مكناس أصغر حجماً، وأكثر هدوءًا ولكن يرى العديد من الزوار أنها أكثر روعة من مراكش وفاس، فهي تتمتع بكل السحر الذي يمكن توقعه من حيث كونها مليئة بالأسواق، ورغم ذلك هي تستقبل زوار أقل مما ينبغي.

وقد كانت مكناس العاصمة خلال حكم السلطان المولى إسماعيل في القرن السابع عشر، وهي عبارة عن معرض للعمارة المغربية الضخمة كاملةً، المتضمنة داخل شوارع المدينة الضيقة المتعرجة، مع بوابات ضخمة ونقوش مثيرة للإعجاب، كما أن الآثار الرومانية القريبة منها تستحق الزيارة.

١٠ 

باب المنصور

قبل أن تترك مكناس توجه لمشاهدة بوابة المنصور العملاقة –بوابة تطل على ساحة الهديم الواسعة، وكانت تحرس مدخل المدينة الإمبراطورية-قديمًا، وهي تشتهر بزخارفها المذهلة وكونها أكبر وأفضل بوابة مغربية أثرية محفوظة، ولكن إذا أردت زيارتها توجه إليها في وقت متأخر بعد الظهر لتصوير البوابة في الضوء الخافت.

١١ 

مسجد الحسن الثاني

رغم حديثنا السباق عن هذا المسجد، إلا انها مقصد ديني غاية في الإثارة والجمال والرونق، فهي نقطة الاهتمام الرئيسية في الدار البيضاء ومبانيها التاريخية، ويعتبر مسجد الحسن الثاني رمزًا فخمًا ليس للمدينة فحسب، بل أيضًا للمغرب نفسها.

فيمتلك هذا المسجد تفاصيل زخرفية تغطي كل جزء بسيط من الموقع العملاق، في وجود تلك القطع الرخامية المنحوتة بشكل معقد، والتفاصيل المرسومة على البلاط تعكس مدى التقدير لمبادئ الهندسة المعمارية التقليدية، وإتقان الحرف اليدوية المغربية.

١٢ 

وليلي

يمكنك أن تقول أنها وجهة مخصصة لعشاق التاريخ، منطقة أثرية محفوظة من قديم الزمان، حيث تتواجد الآثار الأمازيغية-السكان الأصليون لشمال أفريقيا-والرومانية القديمة، مع مجموعة من فنون وحرف الفسيفساء المتداخلة، وتحتضن العديد من الأعمدة المنهارة وبقايا المعابد المحاطة بمجموعة من الأراضي الريفية الممتدة، لذلك هي واحدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو.

ولكن احذر فالحرارة تكون مرتفعة للغاية في فصل الصيف، لذلك أحضر قبعة والكثير من الماء، والربيع هو الموسم المثالي لمثل هذه الزيارة، عندما تتفتح الزهور البرية وسط الأحجار المهجورة، والحقول المحيطة بها، حتى تكون في أزهى أشكال رونقها.

ويعد أفضل وقت زمني لهذه الرحلة هو أول شيء في الصباح أو عند الغسق، عندما تكون أشعة الشمس الأخيرة تضيء الأعمدة القديمة في مشهد لافت خلاب.

 

١٣ 

أصيلة

أمّا هذه المدينة، فهي تتواجد على الساحل المغربي الشمالي الأطلسي، وتشتهر بشعبيتها الكبيرة مع للزوار الراغبين في التدفق على الشواطئ الرملية خلال أشهر الصيف الحارة.

وستجد جدران المدينة مغطاة بالجداريات الملونة والمنازل المطلية باللون الأبيض، لتعكس مشاهد مدن الجزر اليونانية الساحرة، ويجدر عليك إدراك أنه في شهر أغسطس من كل عام، يتدفق الفنانون والموسيقيون والزوار والمحليين إلى أصيلة من أجل مهرجان الفنون السنوي الحيوي في هذه المدينة.

١٤ 

شاطئ الجزيرة

ويمتد هذا الشاطئ الصخري في على امتداد الساحل الجنوبي للمحيط الأطلسي في مدينة سيدي إفني، بما يخالُه من منحدرات حمراء اللون وقوسه الحجري الطبيعي، وعلى الرغم من انهيار الممر الحجري الرائع، لكن لا يزال قوسه الجميل متبق، ويتميز الساحل بكونه ساحر ذو مناظر خلابة وظروف جوية ملائمة لنوع معين من المغامرين وهم المتخصصين في القفز بالمظلات.

المغرب في صور 

حديقة استوائية مذهلة في مراكش ، المغرب
منظر بانورامي لآيت بن حدو ، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في المغرب
بلاط الزينة الملونة في الفناء المغربي
غروب الشمس فوق الرباط ونهر بو رقراق بالمغرب
سائحة تحصل على مجموعة من الرسوم اليدوية العاكسة للفن المغربي في مراكش
قوارب في ميناء مارينا في أغادير
مدبغة تقليدية في مدينة فاس بالمغرب
نافورة في ضريح محمد الخامس في الرباط – المغرب

المزيد من المقالات عن قارة أفريقيا

زر موقع رحلات

 

أيمن الشعشاعي

أشياء شهيرة يجب القيام بها

المدن الشهيرة

الصفحة الرئيسية اكتشف

المغرب لا تزال واحدة من أفضل وجهات القارة السمراء بما تحمله من مزيج سياحي عالمي خاص